نبذة تاريخية :

بدأت مدارس دار التربية الحديثة كفكرة رائدة تبنتها سمو الأميرة الجوهرة بنت سعود الكبير ـ رحمها الله ـ في عام 1387هـ حيث أنشأت مدرسة للبنات تضم بين جنباتها مراحل التعليم المختلفة بداية من رياض الأطفال, والابتدائي, والمتوسط, إلى الصف الأول الثانوي.

في ذلك الوقت اتخذت المدارس موقعهاً في حي البغدادية الغربية بالقرب من وزارة الخارجية.

في عام 1389هـ كانت المدارس قد اكتملت صفوفها بعد أن حققت نجاحاً كبيراً في الأداء التربوي والتعليمي على مستوى مدينة جدة حيث أصبحت الرغبة الأولى لدى كل ولي أمر أن تكون بناته من المنتسبات لهذه المدارس مما أدى إلى زيادة أعداد الطالبات زيادة مطردة.

ورغبة من سمو الأميرة الجوهرة ـ رحمها الله ـ في تقديم خدمات تعليمية وتربوية مميزة فقد وجهت سموها بإنشاء مبان تعليمية بمواصفات أكاديمية, فانتقلت مدارس دار التربية الحديثة إلى حي الحمراء في جدة بعد أن اكتمل البناء في عام 1400هـ.

وجدير بالذكر أنه في هذه الآونة كانت المدارس تستقبل طالبات جامعة الملك عبد العزيز للدراسة بها في الفترة المسائية ــ مجاناً ــ بسبب عدم اكتمال تجهيز مباني البنات في الجامعة وذلك مساهمة من سموها في نشر تعليم البنات الجامعي.

في عام 1410هـ تم افتتاح قسم البنين ليكتمل بذلك الصرح التعليمي الذي قدم على طول عهده ـ ولا يزال ـ قادة هذا الوطن ورجاله من أطباء وطبيبات, معلمين ومعلمات, مهندسين وضباط, وزراء وساسة وسفراء. رجال ونساء يفتخر كل منهم بأنه كان جزءاً من هذا الكيان التعليمي.

في عام 1421هـ بدأت نهضة تنظيمية تعتمد على أساس علمي أكاديمي في المدارس حيث استقطبت المدارس العديد من الشخصيات والقادة من أصحاب الخبرات التربوية والتعليمية, إذ بدأت المدارس منذ ذلك التاريخ حقبة جديدة اتضحت فيها رؤية المدارس مع وضع خطة منضبطة ومحكمة للتطوير التربوي والتعليمي في المدارس

في عام 1425هـ ــ بدعم سخي من صاحبات السمو مالكات المدارس ــ بدأ تطبيق أحدث الأساليب التربوية مستخدمة التقنيات الحديثة والتي توفرت في كل فصل من فصول المدارس لتناسب عصر ثورة الاتصالات الذي نحياه.

وفي عام 1430هـ وتتويجاً لجميع هذه الجهود التي امتدت على مدى أكثر من ثلاثة عقود, نصل إلى درة العقد حيث تولت سمو الأميرة نورة بنت بدر بن عبد الرحمن بن محمد آلـ سعود رئاسة مجلس إدارة المدارس يساعدها سمو الأمير عبد الله بن محمد بن عبد الله آلـ سعود, وسمو الأميرة لولوة بنت محمد بن عبد الله آلـ سعود؛

في هذا العام؛ تم اعتماد المدارس من قبل مؤسسة Advanced

العالمية كمدرسة ذات جودة تربوية وتعليمية قياسية, مما شجع المدارس على افتتاح قسم التعليم الدولي للدراسة باللغة الإنجليزية.

ومن ثم تم تطوير الكادر الوظيفي للمدارس بما يتناسب مع استقطاب الفئات المتميزة من المعلمين والإداريين سواء من داخل المملكة أو من مختلف الدول العربية والأجنبية.

وعليه فقد أولت سمو الأميرة رئيسة مجلس الإدارة جُل اهتمامها لرفع كفاءة تدريس اللغات الأجنبية داخل المدارس في مختلف المراحل الدراسية مما حدا بها للاستعانة ببعض معلمي ومعلمات اللغة الإنجليزية من أصحاب الكفاءات والخبرات الطويلة.

وقد أوصت رئيسة مجلس الإدارة ونائباها بأن الجودة التعليمية مطلب أساسي وليست هدفاً بحد ذاتها وإنما الاستمرار في الجودة التعليمية هي المطلب الذي تسعى له المدارس.

إن المتتبع لمسيرة العطاء التي قدمها مجمع مدارس دار التربية الحديثة الأهلية للبنين والبنات بجدة ليجد أنه أمام قصة موازية لنجاحات هذا الوطن ونمائه وتقدمه, ذلك أن أصحاب السمو ملاك ومالكات المدارس على مختلف الفترات قد حرصوا كل الحرص على أن تقدم هذه المدرسة خدمة تربوية وتعليمية متميزة تخدم هذا الوطن وتبني فيه الإنسان الواعي المدرك الذي يناسب متطلبات العصر الحديث.